تفسير خاطئ

منذ أيام جلست أمام
التلفاز - و نادرا ما أفعل -
و أثناء تقلبى بين القنوات شدنى برنامج فى قناة خاصة
كان يستضيف واحدا من رجال الفن و كانوا يتكلمون فى
قضية شائكة ألا و هى الشذوذ الجنسى عند الرجال ؛
إلى هذا الحد ليس هناك شئ غير عادى .
و لكن ما أثار حفيظتى و جعل الدماء تغلى فى رأسى
هو سرده لقصة نبى الله لوط مع قومه - و كلنا نعرف
من هم قو لوط و ماذا كانوا يفعلون -
و قام العلامة بشرح الآية الكريمة :
هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ {هود: 78}
فسرها كالآتى :
قال : إن نبى الله أراد أن يخرج لهم بناته بدلا من أن
يفعلوا الفاحشة بالضيوف - و هذا من جهله العميق -
و تشبهه باليهود عندما كتبوا فى توراتهم المزعومة مثل هذا
فقد قالوا :
6فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ
الْبَابَ وَرَاءَهُ 7وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي.
8هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ
فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ
الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ
تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي». الآيات 6 ، 7 ، 8 الإصحاح التاسع عشر ، سفر
التكوين
و لكن التفسير الصحيح لهذه الآية تفسرها آية فى كتاب الله
قال تعالى فى سورة الأحزاب الآية السادسة :
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ
بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا
كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
و معنى الآية أن أزواج النبى هن أمهات المسلمين
رجالا و نساءًا و النبى للأمة بمثابة الأب و كل من فى الأمة
هم أولاده و بناته ؛ أى أنه قصد ببناته زوجات الرجال من القوم
أى بإتيان نسائهم بدلا من الوقوع فى الفحشاء .
من هنا يتضح لنا أنه من غير المعقول أن يرضى نبى الفاحشة
لأهله و هذا من غلطهم و جهلهم .
و كم تمنيت أن أجرى اتصالا بالبرنامج لتصحيح هذا الخطأ الفادح
لكن لم يحالفنى الحظ .
و ها أنا ذا أعرضه على حضراتكم عسى أن ينفعنا الله و إياكم
بفهم ديننا و قرآننا الكريم .